\
/
لم تكن تعرفني , ولم أرها أنا من قبل .. قابلتها في حديقة عامة
زوارها قلة .. كانت تجلس مع أطفالها على مقعد يبعد قليلا عن
مقعدي .. يومها كانت تنظر إلي ثم تعود لترمي بنظراتها على
الأرض .. وتعيد النظر إلي بين فنية وأخرى ..
تركت مكانها فجأة واستقرت قربي , حيتني فرحبت بها , ثم بلا
مقدمات بدأت تقص علي قصتها وقالت :
ماتت ابنتي قبل اشهر .
كان صوتها يبكي , لا أعرف درجة الحزن التي سببتها هذه
الجملة , أحسست أنها تريد شخصا ترمي عليه جزءا من آلامها ..
هربت بنظري عن وجهها , لم أكن أريد أن أرى دموعها ولكنها
أكملت :
كانت أجمل بناتي , كانت جميلة جدا , يومها لبست بنطالا من
الجينز وقميصا زهريا وخرجت لتشتري من البقالة .. لكنها لم
تعد !
نظرت إليها لا إراديا , فوجئت بعينيها جافتين لا دموع فيهما ,
اعتصر قلبي ألما , لا بد أنها بكتها حتى خارت قواها وجفت
دموعها ..
حاولت مواساتها : ( فليرحمها الله ) !
تابعت :
صدمتها سيارة مسرعة وهربت .
سألتها :
وهل ألقوا القبض على السائق ؟
نعم , إنه في السجن ..
في الحقيقة طريقة سردها لمأساتها , واختيارها لي مع أنها لا
تعرفني , ربط لساني فوجدت نفسي عاجزة عن مساعدتها ..
قطعت هي السكوت قائلة :
كان عمرها ثماني سنوات .
ساد الصمت بيننا وطال هذا الصمت , استرقت النظر إليها
فرأيتها غارقة في التفكير , تمنيت لحظتها أن تبكي حتى أستطيع
أن أطلق سراح دمعتين عذبني حبسهما ..
استأذنت منها , لكنها أمسكت بيدي وعلقت عينها بعيني قائلة :
منذ وفاتها وأنا أزور هذه الحديقة كل يوم في نفس الوقت , ولا
أتمنى أن أعود إلى البيت , أرجو أن أراك ثانية ..
وبمرور الأيام أتساءل هل استمرت تلك الثكلى ببث حزنها لأسوار
تلك الحديقة الفارغة ؟
همسة من ثقب الباب : ألامنا أحيانا تكون أعمق من أن تبلسمها الدموع !
والجميل أن تجد من يشعر بك ويدفئ بداخلك ذلك الإحتياج
مما رآق لي قرآءته من رفوف مكتبتي
/
لم تكن تعرفني , ولم أرها أنا من قبل .. قابلتها في حديقة عامة
زوارها قلة .. كانت تجلس مع أطفالها على مقعد يبعد قليلا عن
مقعدي .. يومها كانت تنظر إلي ثم تعود لترمي بنظراتها على
الأرض .. وتعيد النظر إلي بين فنية وأخرى ..
تركت مكانها فجأة واستقرت قربي , حيتني فرحبت بها , ثم بلا
مقدمات بدأت تقص علي قصتها وقالت :
ماتت ابنتي قبل اشهر .
كان صوتها يبكي , لا أعرف درجة الحزن التي سببتها هذه
الجملة , أحسست أنها تريد شخصا ترمي عليه جزءا من آلامها ..
هربت بنظري عن وجهها , لم أكن أريد أن أرى دموعها ولكنها
أكملت :
كانت أجمل بناتي , كانت جميلة جدا , يومها لبست بنطالا من
الجينز وقميصا زهريا وخرجت لتشتري من البقالة .. لكنها لم
تعد !
نظرت إليها لا إراديا , فوجئت بعينيها جافتين لا دموع فيهما ,
اعتصر قلبي ألما , لا بد أنها بكتها حتى خارت قواها وجفت
دموعها ..
حاولت مواساتها : ( فليرحمها الله ) !
تابعت :
صدمتها سيارة مسرعة وهربت .
سألتها :
وهل ألقوا القبض على السائق ؟
نعم , إنه في السجن ..
في الحقيقة طريقة سردها لمأساتها , واختيارها لي مع أنها لا
تعرفني , ربط لساني فوجدت نفسي عاجزة عن مساعدتها ..
قطعت هي السكوت قائلة :
كان عمرها ثماني سنوات .
ساد الصمت بيننا وطال هذا الصمت , استرقت النظر إليها
فرأيتها غارقة في التفكير , تمنيت لحظتها أن تبكي حتى أستطيع
أن أطلق سراح دمعتين عذبني حبسهما ..
استأذنت منها , لكنها أمسكت بيدي وعلقت عينها بعيني قائلة :
منذ وفاتها وأنا أزور هذه الحديقة كل يوم في نفس الوقت , ولا
أتمنى أن أعود إلى البيت , أرجو أن أراك ثانية ..
وبمرور الأيام أتساءل هل استمرت تلك الثكلى ببث حزنها لأسوار
تلك الحديقة الفارغة ؟
همسة من ثقب الباب : ألامنا أحيانا تكون أعمق من أن تبلسمها الدموع !
والجميل أن تجد من يشعر بك ويدفئ بداخلك ذلك الإحتياج
مما رآق لي قرآءته من رفوف مكتبتي